anti*systeme مراقب الدردشة
عدد الرسائل : 120 العمر : 33 اعلام الدول : المهنة : الهواية : احترامك لقوانين المنتدى : نقاط التميز : 159 تاريخ التسجيل : 26/08/2008
| موضوع: بين القبور ....حيث لا حياة.....كانت لي رحلة مع الأموات.. السبت أغسطس 30, 2008 7:01 pm | |
| نعم قد تحس وأنت مسافر إلى أي بلد بسعادة أو بنشوة حب السفر أو أي شعور آخر لكن رحلتي كانت غريبة نوعا ما لأنها رحلة إلى مقبرة حيث كنت في زيارة أحد القبور كنت جالسا مع صديقي في المحل حيث كنا نسمع أشرطة للغناء وفي نفس الوقت نتبادل هموم الحياة فتارة نضحك وتارة نتجادل ونغتاب أحيانا ..فلان أقرضته ولم يفي بالدين الذي عليه ......فلان أقرضني.......أنا لا أتكلم مع فلان وهكذا كانت حواراتنا . ولكن صديقي أخبرني بأن أحد معارفنا سيقيم الليلة حفلة زواجه وأننا مدعوون . فسررت بالخبر لأني إشتقت للأعراس والسهرات مع الأصدقاء...فقلت له مازحا: سأختار شريطا غنائيا راقصا وسأرقص حتى الصباح..فقال سنذهب سويا في سيارتي . وفي المساء أتى صديقي بسيارته الفاخرة وقصدنا مكان العرس وفي الطريق تجاوزتنا سيارة بسرعة جنونية وهي مشتعلة الأضواء ...فغضب صديقي غضبا شديدا وأخذ يسب ويشتم أمثال هذا السائق المجنون وما كدنا نكمل حديثنا حتى تجاوزتنا سيارة إسعاف وهي تحمل جثمان ميت وهي تتجه نحو المقبرة وخلفها الكثير من المشيعين ..فصمتنا قليلا وترحمنا على الميت .....وأقترحت على صديقي أن نتبع الجنازة ونربح أجرها فلم يمانع رغم أننا كنا مدعوان لحضور الحفلة.
وصلنا المقبرة فكنا أول الداخلين إليها وإذ بصمت رهيب ....إنه صمت الأموات...قبور كثيرة وفوقها لافِتات تنبئ عن أسماء أصحابها وعن تاريخ إزديادهم ووفاتهم ....قبور بسيطة تنبئ ببساطة أهلها وزهدهم وفقرهم في الحياة وقبور رخامية قد جاورتها تخبرك عن ثراء أصحابها في حياتهم......لكن الكل هنا ميت ..لا فقير ............. لا غني لا حاكم ....لا محكوم ......الكل قد خضع للموت ...الكل إنحنى لمفرق الجماعات ومخرب القصور العامرات...الكل يتساوى في المساحة.نعم إنها المقبرة..يوجد فيها الصغير والكبير والشاب والشيخ ...وبينما أنا في تفكيري ناداني صديقي وهو عند أحد القبور .....إنه قبر فلان صاحب المخمرة الموجودة في وسط المدينة.لقد مات في حادث مرور وهو في زهرة شبابه .....ولكني لم أتذكره ..فقال صديقي: ذاك الذي شتمنا يوما عند مرورنا أمام سيارته المسرعة.......آه تذكرته هيا بنا فقد وصل الفقيد
صلينا على الفقيد صلاة الجنازة وسار كل منا إلى حاله..ولكني تخلفت لأزور قبر جدي الذي ذهب مكان قبره عن ذاكرتي فأخذت أبحث عنه ...وبينما أنا كذلك إذ بشيخ يجلس أمام قبر وكأنه شبح خرج من بين القبور...إرتعبت لأن الشمس كانت عند المغيب وكنت وحدي في المقبرة ..فناداني بصوت مرتعش خافت ..تعالى..تقدم ..لا تخف...في البداية أردت الفرار ولكن فضولي ساقني نحو هذا الشيخ وعندما جلست أمامه..وإذ بتقاسيم وجهه المتجعد الذي رسم عليه الزمن كل أنواع قسوته يخبرني عن قصته قبل أن ينطق لسانه بأي حرف ....فسألته ماذا تفعل هنا ؟ ...ومن صاحب هذا القبر؟ ..فأجاب بصوته المرتعش المتقطع من البكاء..هذا قبر ولدي الوحيد وأنا آتي هنا من الصباح حتى المغيب وأنصرف..وهذا حالي منذ وفاته في حادث مرور....فنظرت إلى اللافتة الموضوعة فوق القبر...تاريخ ميلاده .......تاريخ وفاته وإذ به في عمر الزهور ....عشرون سنة فتهاطلت دموعي حزنا عليه ورأفة على هذا الشيخ المسكين الذي حمل من عناء الزمن فوق طاقته رغم كبر سنه ..فأعنته على الوقوف قائلا : يا أبتي لله ما أعطى ولله ما أخذ . فقال : يا بني أنا أعلم أن هذا قدر الله ولكن قلبي لا يطيعني ولا سلوى تعزيني عن فقدان ولدي ولولا إيماني بقضاء الله لكنت أول اللاحقين به ..وبينما أنا وهذا الشيخ عند باب المقبرة ..نضرت إلى القبور المرغمة على الصمت ....وهي تحاكي بعضها في صمت رهيب.دعاني صديقي لنتابع مسيرنا نحو العرس ولكني رفضت بدون حجة وعدت إلى البيت وأنا أشعر بشعور غريب إنه حوار الأحياء مع الأموات........حوار المقابر. | |
|
oujda1 عضو جديد
عدد الرسائل : 13 تاريخ التسجيل : 28/08/2008
| موضوع: oujda1 السبت أغسطس 30, 2008 7:13 pm | |
| الله عليك يا صديقي!! صمت رهيب نزل بي... لا أعرف ماذا أقول حديث القبور تقشعر له الأبدان... كنت كلما مررت بمقبرة رجف قلبي ونزلت دموعي رغماً عني كنت أتأمل القبور المصفوفة هنا الصغير منها والكبير فالمقبرة لا تعرف طفلاً وشيخاً بعضها برخام مرصّع والآخر حجارة سوداء مهمشّة لكن لا غني أو فقير في المقبرة فلكنا ميتون... هم السابقون...ونحن اللاحقون... مميز يا أخي | |
|