the king الإدارة
عدد الرسائل : 644 تاريخ التسجيل : 26/08/2008
| موضوع: الفن البيئي الأحد مايو 02, 2010 11:06 pm | |
| [center]الفن البيئي Environment Art
من الفنون التى استلهمت الارث الحضاري للبيئة فى اعادة الصياغة الجمالية بقولبة فنية جمالية بانفرادية تامة لهذا الفن تأتي بتحويل المهمل الى قيمة بصرية . . عندما نصنف أي عمل بيئ بانه نتاج قريحه تهتم بالجمال .. وحيث يرتبط الجمال بالفن بكل اشكالة فالعمل البيئي عمل فني بكل المقاييس .. قد يتبادر للاذهان بان منطوق كلمة بيئي تعني بالدرجة الاولى مفاهيم اكاديمية مرتبطة بعلوم النفس والتربية والسلوك .. لان المتعارف عليه من النواحي الفنية المرتبطة بالجمال والفكر كالرسم والنحت والفن التشكيلي وتفرعاته الحديثة ليس بينها فنا يطلق عليه بيئي فهل نستطيع ان نربط هذ الفن بالابداع؟ يقول الدكتور جبار العبيدي ان معظم علوم الحياة تستعير من بعضها البعض مصطلحا من هنا وتعبيرا من هناك .. فعلينا اذا أن نتقبل الفن البيئي على أنه الابن الشرعي للفني التشكيلي . لقد استطاع الفن البيئي رغم حداثته نسبياً ان يفرض حضوره على الساحة الفنية بشدة وبشكل يومي حتى بات يطلق عليه احيانا الفن الجماهيري .. برغم اعتراض البعض . على ان هذا الفن قد ضرب بجذوره منذ القدم فى كهوف الانسان الاول وليس حديثا كما يري الآخرين . فلابد ان نتقبل هذا الفن علي انه الفن الذى تجاوز حدود القاعات وحطم سور الصالونات ليلتصق التصاقا مباشرة بالانسان فى محيطة الخارجي ويوشم بطابع خاص خاصية فنية لاهل كل منطقة على حده .. وقد وضح ذلك فى نقوش بلاد النوبة ذات الطابع الخاص فى منزلهم والالوان المتميزة التى باتت تشكل انعكاسا حيا لطبيعة حياتهم .. ايضا نقوش المنازل فى القرى وفى مواسم معينة وخاصة موسم الحج حيث يكتسي كل منزل بصور تعبر عن اداء صاحب المنزل لهذا المنسك العظيم وقد توحي لنا الرسومات التي نفذها الفنان الشعبي علي الجدران بالاهتمام بالفن البيئي فقد كانت هذه النقوش والجداريات محل اهتمام بالغ من الفنانين الأجانب
احدي الرسوم التي تعكس اهتمام الفنان المصري الفطري بتجميل المنازل
اذا فالفن البيئي هو فن ذو رسالة تعبيرية تهدف لتغير الذائقة البصرية للجمهور وإرضاءه فى نفس الوقت وتغير من عادته وسلوكياته من خلال توجيه رسالة فنية تربوية جمالية تحمل طابعا فكريا في قالب فني تشكيلي محبب إلى النفس يحفز المتلقي وينمي قدراته .. واذا نحينا الأدوات المستخدمة في الفن البيئي جانبا والتي يفترض فيها ديمومة طويلة الأجل للمنجز الفني حتي تنحاز الطبيعة لمعطيات ذلك المنجز .. فهو في النهاية أتى ليعالج خللاً إعترى الساحات والمناطق العامة وواجهات المباني بإضافة لمسات جمالية تشبع رغبات الجماهير في عشق الفن البيئي وإحياءً للتراث وعقد صلحاً مع المشاكل البيئية التي تأتي بفعل قوى الطبيعة والرياح والمياه والزلازل .. فالفن البيئي يختلف تماماً عن الفن التشكيلي- مع أنه جزء منه- من حيث نقطة المبادأة ونقطة الشروع ان صح التعبير حيث ينطلق العمل الفني التقليدي ، في حين ينطلق الفن البيئي من نسبة المستوى وطبيعة المكان المراد معالجته جمالياً بفن بيئي مميز. ومن وجهة نظرنا الخاصة نرى إن أي نجاح لعمل فني بيئي يقبع في أربع جوانب هامة ، تتثمل في الجوانب التقنية والمهارية والنظرية وأخيرا الأكاديمية .. فهل يستطيع الفنان البيئي خلق تزاوج بين كل هذه الجوانب وبين المواد الخام المستخدمة في هذه الأعمال خروجا عن المألوف وبعيداً عن إطر اللوحات القماشية وولوجا إلى فن أكثر جدلا وهو : فن النفايات .. عندما حولت الفنانة جفين هيلدر والفنان فيليب هاميال القطع المنزلية المهملة كالنقدية والمفاتيح والأوعية الصدئة وسلاسل الدراجات لأعمال ذات قيمة فنية عرضت في إحدى جاليريهات مدينة سيدني باستراليا
وفي سياقات الأعمال العالمية البيئية المتميزة فقد قدمت المكسيك وثورتها نموذجا يحتذى به في الفن البيئي حيث احتاجت الى مساحات واسعة لتغطية أحداثها وافكار ثوارها ولهذا عمد الفنان المكسيكي الى جدران بيئته لتحقيق أمنيات شعبه لعرض هذا التوجه الجدي واعلان ثورته ضد الرأسماليين باسلوب فني بسيط ومباشر يفهمه رجل الشارع بكل بساطة علماً بأن طبيعة الفن المكسيكي تميز بالقوة في الطرح الفني والتعبيري والجمالي مما أكسبه صفة العالمية وريادته في مجال الفن البيئي في العالم.
ومن رواد هذا الفن الفنان الكبير الصديق عبد الله أدريس .. وقد سبق ان تناولت أعماله التي انجزها مؤخرا على شواطئ مدينة جدة في « معرض نفايات البحر « سأوردها لاحقا وقد عنونت بـ : ( تحويل الرخيص إلى نفيس في نفايات عبد الله أدريس ) ويعتبر هذا المعرض الوحيد من نوعة الذي تناول هذا الفن في المملكة العربية السعودية حيث قام الفنان عبد الله أدريس بجمع نفايات علب المياه الغازية من شاطئ جدة مع بعض مخلفات البحر ليقيم بها هذا المعرض المتميز مشكلاً به أعمال جمالية تخطت حدود الإبداع . الفنان عبد الله أدريس امام احدى منجزاته البيئية علي كورنيش جدة
ومن الفنانين الذين استلهمو أعمالهم من مكونات البيئة - صديق واصل ومحمد الغامدي وعبد الرحمن مغربي من السعودية والدكتور عادل ثروت في ابداعاته » أنا لا ألوث مياه نهر النيل » وغيرهم من الفنانين المصريين والفنانين العالميين أمثال جون دي ندريا - جورج سيجال - إدوارد كيهينور - أولدنبرج - فيرن شافر وأوزيليو أندرسون وغيرهم المستهدف من هذا الفن البيئي إذا هو الاقتناع بأن كل شيئ يرمى في الإمكان أن يشكل عملا فنيا إذا أعيد تدويره بشكل فني ،، وقد تأتي التوعية بهذا الفن لدى اساتذة الجامعات وطلاب المدارس اثناء فترة الأجازة الصيفية والعطلات الدراسية بدلا من الإنخراط في الدراسة الأكاديمية عن هذا الفن الشعبي من أجل خلق وعي تفكيري بيبئي وتقريب التلاحم بين الطفل والخامة داخل محيط البيئة التي يعيش فيها .. لذا نستطيع أن نصف وظائف الفن البيئي في عدة نقاط حسب ما ذهب إليه الدكتور جبار العبيدي وأهمهما : ❊ تفسير الطبيعة بواسطة إنتاج أعمال فنية تخبرنا عن الطبيعة وعملياتها أو عن المشاكل البيئية التي نواجهها. ❊ الاهتمام بقوى البيئة و موادها بإنتاج أعمال فنية متأثرة أو مصنوعة بواسطة الرياح، المياه، البرق، وحتى الزلازل. ❊ تجديد و إحياء علاقتنا بالطبيعة بتقديم أفكار في أعمال فنية للتعايش مع بيئتنا. ❊ علاج و استعادة البيئة المتضررة و صيانة النظم البيئية بطريقة فنية وغالبا بطريقة جميلة. وفي سياق تلك المفاهيم والعمل المجتمعي فقد ضربت كلية الفنون الجميلة بالأقصر وضمن فعاليات « الأسبوع البيئي الأول » لجامعة جنوب الوادي وبحضور وزير التنمية البيئية ومحافظ الأقصر ورئيس جامعة جنوب الوادي مثالاً يحتذى به في تعاملها مع المجلس الأعلي لمدينة الأقصر ( محافظة الأقصر حالياٍ) لإيجاد بيبئة نظيفة ورعايتها للمشروع القومي لتدريب شباب الخريجين علي الصناعات البيئية حيث نوه الدكتور صالح عبد المعطى عميد كلية الفنون الجميلة بالجامعة عن دور المصري القديم في الفن البيئي والذي صنع زروع الابداعات الفنية علي ضفاف وادي النيل الخصيب ومشيرا الى دور الكلية في تجميل مدينة الأقصر . عودا علي بدء فإن الفن البيئي هو موجة ما بعد الحداثة إرتدادا لفعل السياسات الرأسمالية الصناعية وسيادة النفايات بشكل بات يمثل خطراً مستفحلا في المجتمعات فكان الاتجاة نحو استغلال تلك النفايات في مجسمات بيئية وأعمال جمالية عكست بشكل جدي اهتمام الفنان الشعبي بالمناحي الجمالية حفاظا علي خلق بيئة نظيفة وايجاد وعي فني
إحدي الأعمال البيئية العالمية المتميزة استخدام ليف النخيل في صناعات تخدم البيئة
( إذا الفن البيئي فناً يبحث عن مكان شاغر ليشغله )
[/center] | |
|